الجمعة، 4 فبراير 2011

آثار المخدرات

الآثار الدينية:
المخدرات مضيعة للوقت مذهبة للعقل تدخل صاحبها في غيبوبة تمنعه أداء صلواته وتحقيق عبادته وتنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم، كما أن سيطرتها على عقله تجره لارتكاب كل محرم من قتل وسرقة وهتك عرض وسواها.

الآثار الاجتماعية :
يتنامى تدهور صحة المدمن حتى يصبح عاطلاً عن العمل وهو عضو غير منتج في المجتمع، يميل إلى ارتكاب الجرائم، غير متحمل لمسئوليته كراع في أسرته، وينفق موارده لتحصيل ما يتوهم فيه اللذة من مخدر تاركاً أفراد أسرته دون طعام ولا كساء مما يؤدي إلى كثرة حدوث الطلاق في تلك العائلات، كما تكثر ولادة أطفال مشوهين الخلقة، ضعيفي البنية في أوساط المدمنين. وعندما يعجز المدمن عن تأمين المخدر بالطرق المتاحة كثيراً ما يلجأ لإجبار زوجته أو ابنته على البغاء. فانتشار المخدرات علامة على الرذيلة بكل صورها .

الآثار الاقتصادية :
علاوة إلى أن المدمن إنسان غير منتج، فإنه يلحق بمجتمعه خسارة كبرى في الانفاق على علاجه من الأمراض التي ينتجها الإدمان، وعلى إنشاء مصحات لعلاج آفة الإدمان بالذات، وعلى الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات وملاحقة الاتجار بها والمهربين لها. ثم إن أسعار المخدرات الباهظة تستنزف الدخل القومي لتجتمع في أيدي قلة من الناس تعمل لحساب جهات إجرامية من المافيا وسواها.

الآثار الصحية والنفسية:
الإدمان يؤدي إلى ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم في التفكير والإدارة. وتؤكد الأبحاث الطبية أن تعاطي المخدرات، ولو بدون إدمان، يؤدي إلى نقص في القدرات العقلية وإلى إصابة خلايا المخيخ بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على الوقوف من غير ترنح.

. كما يصاب المدمن بنوبات من الهذيان والارتعاش وفقدان الوعي وتليف كبده وتضخم طحاله كثيراً، ويصاب التهاب الأعصاب المتعددة، ومنها العصب البصري، المفضي إلى العمي وإلى التهاب مزمن في البلعوم والمرئ قد يفضيان إلى سرطان المرئ.

والقيء المتكرر، وفقدان الشهية يؤديان بالمدمن إلى الهزال الشديد، كما أن المخدرات تهيج الأغشية المخاطية للأمعاء والمعدة وإلى احتقانهما وتقرحاتهما.

وما ينجم عن ذلك من نوبات إسهال وإمساك وسوء هضم مع سوء امتصاص للغذاء يزيد الطين بلة .

وكل المخدرات، يدعي متعاطوها أنها مثيرة جنسياً وأنها تزيد في متعتهم غير أن الباحثين يؤكدون أن الإدمان في خاتمة المطاف يؤدي إلى العجز الجنسي والعنانة الكاملة عن الرجل وإلى البرود الجنسي عند المرأة .

من أبرز أضرار المخدرات النفسية الشعور بالاضطهاد والكآبة والتوتر العصبي النفسي وحدوث أهلاس سمعية وبصرية مثل سماع أصوات ورؤية أشياء لا وجود لها، وتخيلات قد تؤدي إلى الخوف فالجنون أو الانتحاء، كما يحدث اضطراب في تقدير الزمان والمكان مما ينتج عنه أحكام خاطئة، وضعف في التركيز. مما يقلل من تفاعل المدمن مع محيطه بحيث لا يسعده شيء سعادته بالحصول على المخدرات .

تصنيف انواع المخدرات

 يمكن تصنيف المخدرات بصفة عامة و المخدرات الأكثر انتشارا و شيوعا في العالم إلى ثلاثة أصناف:
1-    المخدرات المسكنة أو المهدئة و تشمل الأفيون و مشتقاته و أهمها المورفين و الهيروين  و الكوكايين.
2-    المخدرات المسكنة غير الافيونية و هي ليست من أصل أفيوني من حيث خلق الإدمان و لكنها مع ذلك تؤدي إلى حالة من الإدمان بغض النظر عن تأثيرها على أجهزة الجسم أهمها البر وميدان و المشروبات الكحولية ثم القنب الهندي (الحشيش).
3-    المخدرات المنبهة أو المنشطة و هي تعمل على طرد النوم و زيادة التنبه العصبي و أهم المواد المخدرة فيها الكوكايين و البتفورين و مشتقاته.
4-    عقاقير الهلوسة “L.S.D” المسكالين “MESCALINE” البسيلوسيبين “PSYLOCYBNE” و المخدرات الني ذكرنا هي المخدرات التي يهتم بها القانون و يشملها بتنظيمه من حيث الاتجار و طرق الاستعمال و أغراضه، وكذلك من حيث تدخل القانون الجنائي بالنسبة للمخالفين لأي جانب من جوانب التنظيم و المكافحة، ومهما يكن من أمر تلك التصنيفات فما يجب ذكره هو القاسم المشترك بينها وهو الضرر.
كما أن أنواع المخدرات متعددة ولا يمكن حصرها في أعداد محدودة، فهي فصائل كثيرة لكل منها اسم خاص، ولها مشتقات ومركبات متعددة ومتنوعة، ولعل هذا هو السبب الذي حدا بالمشرع إلى حصر المواد المخدرة في جداول و إلحاقها بالقانون.
والمخدرات الأكثر شيوعا في الحياة اليومية هي الحشيش، الأفيون،عقاقير الهلوسة، الهروين و الكوكايين….
- الحشيش (1): يستخرج من نبات ‘القنب الهندي ولاسيما الشجيرات الأنثى، ويعرف باسم كنابيس ساتيفا   CANABIS SATIVA. وهو إما أن يدخن أو يشرب مع الشاي أو يمضـــغ مباشرة (2)، ويمتاز القنب الهندي بكون شجيراته تختلف عن شجيرات القنب الأخرى بقصر ساقها وكثرة فروعها، وهو منتشر بكثرة في الهند و بعض أجزاء الجزيرة العربية و إفريقيا وبعض بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط (3).
ويطلق على القنب الهندي أسماء مختلفة، ففي الهند يعرف باسم بهائج Bahang            أو تشاراس، وفي أمريكا يعرف باسم “ماريجوانا” وهده التسمية هي ذات أصل اسباني Mallin ويقصد بها سجين أي أن هدا النبات يستعبد الفرد (4).
- أما الأفيون:L’opium فهو من المخدرات الخطيرة فهو عبارة عن العصارة اللبنية لخشخاش الأفيون و هو يجمع عن طريق تشقيف كبسولات النبات بعد ازدهاره ويمكن تعاطيه بتدخينه أو شربه بالقهوى أو الشاي أو بلعه أو حقنه في الوريد بعد العمل على إذابته في الماء الدافئ.
والأفيون الخام يحوي عناصر فعالة أهمها المورفين ويوجد بنسبة 10 °/° ومادة الكوكايين بنسبة 0.5 °/° والمورفين قادر على إحداث حالة تسكين قوية، ولقد استطاع العلماء بفضل تطور علم الكيمياء استخلاص مادة الهيرويين Aeroine من مادة المورفين. ويستخدم طبيا في تسكين الآلام، وأهم مناطق إنتاجه، دول الهلال الذهبي (إيران، باكستان، أفغانستان) ودون المثلث الذهبي (بورما، تايلاند، لاوس) و الهند ولبنان و المكسيك.
-    القات: Kat وهو نبات يزرع في اليمن و الصومال، ولم يعرف هدا النبات على المستوى العالمي، بل ظل معروفا في المناطق التي ينمو فيها فقط دلك لأنه يفتقد خاصيته إدا جف و لا يمكن الاحتفاظ به طازجا مدة طويلة، و الطريقة الشائعة في تعاطي القات تكون عن طريق مضغ الأوراق في الفم، وامتصاص عصارتها مع إضافة كميات من الماء إليها، وهو مضر بالصحة لاشتماله على مادة مخدرة يطلق عليها قاتين؛ مفعوله لا يظهر فور استعماله بل لابد من تعاطيه لفترة زمنية تتراوح مابين أسبوعين وست أسابيع حتى يشعر متعاطيه بالخفة والنشوة و الأرق      و النشاط و الإثارة (5).
والملاحظ أن هدا الأخير غير ممنوع دوليا، لتنه يهم منطقة محدودة هي الجزيرة العربية وشرق إفريقيا.
-    الكوكايين: هو المادة الفعالة الموجودة في نبات الكوكا، ويؤدي التسمم به “إلى عدم انتظام دقات القلب و هبوطه و التشنج، كما يؤدي إلى تنبيه الجهاز العصبي المركزي فيسبب كثرة الكلام و الحركة وعد القدرة على الاستقرار ثم رجفة اليدين و الساقين ثم الهياج العصبي و الشحوب و تصبب العرق البارد وسرعة التنفس وزرقة الجلد ثم النوبات الصرعية (6)، كما قد تظهر أمراض الشلل في حالة أخد جرعة كبيرة من المخدر ويلي مرحلة الشلل السبات فالموت نتيجة توقف التنفس، ومناطق إنتاجه هي دول أمريكا اللاتينية.
-    المخدرات التخليقية Substances psychotropes: هي المواد التي ليست من أصل نباتي كالأفيون و الحشيش أو القات، وإنما هي إنتاج كيماوي صناعي، وتقسم المواد المخدرة الصناعية إلى المنومات و المهدئات و المنشطات ومواد الهلوسة.
•    فالمسكنات sedatives: تستخدم في معالجة الأشخاص الشد يدي التو ثر السريع و الانفعال كما تستخدم في مستشفيات الأمراض العقلية، وتفيد المنومات Barbiturates في استجلاب النوم أو في تهدئة الأشخاص و الحد من اندفاعهم، وتؤدي هده العقاقير إلى الوفاة إدا اقترن تعاطيها بتعاطي عقار آخر أو كحول ليعزز من تأثيرها.
•    أما المنشطات “Drougues stimalants”: فهي تتدرج في تأثيرها: فمنها المنبهات الصغرى مثل القهوى و الشاي، ومنها ما يؤدي الاعتياد عليها إلى المساعدة على الإصابة ببعض الأمراض في مقدمتها (النيكوتين) Nicotine الذي يستخدم بكثرة في جميع أنحاء العالم في السجائر، ومنها مركبات الامفيتامين “Amphétamines” التي تم تطبيقها لأول مرة سنة 1887 ولكنها لم تستخدم طبيا إلى سنة 1930، وهي تؤثر على الجهاز العصبــــــي    و تزيد النشاط العام و تمنع النوم و تضعف الشهية، وقد لوحظ إدمان الرياضيين و المثقفين و رجال الأعمال على هده المواد خصوصا أولئك الدين يضطرون لتقديم مجهودات بدنية وفكرية بشكل مستمر، ويمكن تعاطي هده العقاقير بواسطة الفم و يمكن أيضا حقنه في الوريد.
•    المديبات المتطايرة “Glue surffing :solvants volatifs” لقد عرف الإدمان على هده المواد الـــسامة مند زمن بعيد إلا أنه لم ينشـــــر بالشكل الوبائي بين الأطفال و المراهقيـــــن إلا في السنوات العشر الأخيرة، وقد أدرجت المنظمة العالمية للصحة هده المواد سنة 1973 ضمن المواد التي تسبب الإدمان، أما طريقة استعمال المذيبات المتطايرة فبسيطة تتلخص في وضع أو إفراغ المادة المخدرة على قطعة من القماش يتم بعد دلك استنشاقها ويترتب على دلك الشعور بالدوران    و الاسترخاء و الهلوسة البصرية، وأهم مضاعفاته الوفاة المفاجأة بسبب تقلص إذني القلب.
وتتركز الخطورة الكبرى لهده المواد في كونها متوفرة بكثرة و سهلة الاقتناء نظرا لعدم إخضاعها لأي إجراءات رقابية و لإقبال المراهقين و الأطفال بشكل خاص عليها.
•    مواد الهلوسة “Hallucinogènes”: أهم عقاقير الهلوسة هي المسكالين “Mascaline”    و البسيلوسبين “Psylocybine” أو (ال.س.دي)”L.S.D” يطلق عليه الومضات الإرجاعية “flach Bakk” كما أن المسافات تتغير عند المتعاطي الذي يصاب به جراء الإدمان على هده العقاقير بالخلط الحاد أو المعتقدات الباطلة و الوهمية، وتجد الإثارة إلى أن عقاقير الهلوسة بصفة عامة و L.S.D بصفة خاصة لاتسبب الاعتماد العضوي ولكنها تسبب الاعتماد النفسي (7).
وفي الأخير نشر إلى أن الخمر يعتبر من المواد المخدرة – على الرغم تحضى بحماية اجتماعية وقانونية وبشكل خاص في الدول غير الإسلامية – باعتبار أن آثارها الضارة تفوق بكثير الأضرار المترتبة عن تعاطي باقي أنواع المخدرات، وسوف لن نتعرض إلى دراسة المسكرات ضمن باقي المخدرات لشساعة الموضوع غير أننا سوف نمر عليها من خلال حديثنا عن دور الشريعة الإسلامية في تحريم المخدرات قياسا على المسكرات.(8)
______________________
(1) كلمة حشيش لغة تفيد العشب، وقد أطلقت على المادة المخدرة لنبات القنب الهندي.
(2) محمد رفعت – سلسلة مكتبة البيت كتاب الطبية ‘ادمان المخدرات، أضرارها ، علاجها’
(3) الدكتور ادوار غالي الدهبي ‘جرائم المخدرات في التشريع المصري ص 17 و كدلك الدكتور أحمد عكاشة ‘كتاب الطب النفسي’ ص 313.
(4)محمد رفعت كتاب ‘ادمان المخدرات، أضرارها، علاجها’ سلسلة مكتبة البيت الطيبة ص 9.
(5) الدكتور عادل الدمرداش’الادمان، مظاهره،وعلاجه’ مجلة عالم المعرفة ص 241.
(6) قدم الدكتور رشدي فكار في بحثه المقدم للمناظرة الوطنية للوقاية من المخدرات إحصاء تحت عنوان “موقف الشريعة الاسلامية من المخدرات” حيث جاء فيه(يوجد حاليا ما يزيد عن 2000 دواء للتنويم        و 2000 للتهدئة و 300 من المنبهات)
(7) عبد السلام بن سليمان المرجع السابق ص 51.
(8) محمد أوغريس”جرائم المخدرات في التشريع المغربي “1996
عبد الرشيد الزبيري’المخدرات بين القانون و الواقع” مجلة المحاماة بتاريخ اكتوبر 1990 العدد 7 ص 134